ما هوالفيلم الذي “أغضب” الفنان أحمد زكي وكان ينتظر رد فعل أقوى من الجمهور
الذكرى الـ16 لوفاة الفنان أحمد زكي، الذي رحل عن عالمنا عام 2005 متأثرا بإصابته بمرض سرطان الرئة، ليترك خلفه إرثا فنيا كبيرا ساعده على احتلال مكانة خاصة في قلوب وعقول محبي الفن المصري.
وُلد الفنان أحمد ذكي عام 1949 بمدينة الزقازيق، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1973 بتقدير امتياز، وكانت مسرحية “هالو شلبي” هي بداية تعرف الجمهور عليه، عندما جسد دور “جرسون” الفندق الذي يتقن تقليد النجوم، ويبحث عن فرصة لاكتشافه فنيا وكان آنذاك لا يزال طالبا في معهد.
ويملك زكي مسيرة فنية رائعة استمرت لما يقارب الـ30 عاما، قدم خلالها 55 فيلما ومسلسلين وثلاث مسرحيات، ومن أشهر أعماله: مسرحية العيال كبرت، فيلم ناصر 56، أيام السادات، أرض الخوف، وزوجة رجل مهم.
وفي عام 1990، صدر فيلم “كابوريا” من بطولة أحمد زكي وإخراج خيري بشارة، ليحقق آنذاك نجاحا كبيرا. مع ذلك، تسبب رد فعل الجمهور على الفيلم في غضب أحمد زكي، حيث شعر أن المشاهدين خرجوا من قاعات السينما دون أن يدركوا رسالة الفيلم، وبدلا من ذلك خرجوا بـ”قصة شعر” جديدة، قلدها معظم الشباب في ذلك الوقت، وأصبح اسمها المتداول هو “كابوريا”.
بعد أيام من صدور فيلم كابوريا، قرر الصحفي أحمد عفيفي أن يجري حوارا مع زكي، ليناقشه حول كواليسه وللاستماع إلى تعليق “النمر الأسود” على ردود فعل الشارع المصري على الفيلم.
يقول عفيفي: “لحظت في بداية حديثي مع أحمد زكي أنه غاضب، وكان يدخن بشراهة، وظهرت عليه علامات القلق، وبخبرتي المهنية شعرت أن فيلم “كابوريا” هو السبب”.
ويضيف الصحفي لموقع سكاي نيوز عربية: “كان أحمد زكي ينتظر رد فعل أقوى من الجمهور، لا يتوقف عند قصة شعر بطل القصة “حسن هدهد”، بل يصل إلى إدراك رسالة الفيلم، ليشعر المشاهد بالصراع الذي تعبر عنه القصة، التي يعيشها عديد من الشباب المصري، وأخبرني أن فريق العمل بذل مجهودا كبيرا جدًا ليكون المنتج النهائي بهذا الشكل”.
كما يتابع عفيفي: “وفقا لحديثي مع زكي بعد صدور الفيلم، فإن اختيار اسم كابوريا، كان بسبب أن هذا الحيوان يستلزم لاصطياده استخدام الأضواء لجذبه إلى أداة الصيد المستخدمة، فكان الفيلم يشبه صراع حسن هدهد وأصدقائه من أجل الوصول إلى مجتمع الأثرياء بـ”انجذاب الكابوريا” للأضواء، والنتيجة النهائية هي مواجهة خطر الموت”.
ويوضح عفيفي أن زكي كان لديه شعور بالرضا عن أداء كل فريق عمل الفيلم، لذا كان يتمنى أن يصل الجمهور إلى المعنى الأعمق للفيلم، وعدم الالتفات إلى قشور القصة دون الوصول إلى ما ورائها، خاصةً أن جزء كبير من أحداث هذا العمل الفني مأخوذة عن قصة حقيقية لملاكم يحمل نفس الاسم”.
ويختتم عفيفي حواره مع سكاي نيوز عربية بمطالبة الجمهور بمشاهدة فيلم “كابوريا”، وكأنهم يشاهدوه للمرة الأولى، تاركين لأنفسهم فرصة للحكم عليه من جديد، فربما يصلوا إلى رسالته، “وهذا سيسعد زكي في قبره”.