شهد عام 2022 نشاطًا مكثفًا لوزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج بعد أن قدمت مزيدا من المشروعات والمبادرات التي من شأنها إتاحة خدمات لمواطنينا المقيمين بمختلف دول العالم والاهتمام بمطالبهم وإدماجهم في مسيرة التنمية المستدامة بوطنهم.
ونستعرض في التقرير التالي أبرز الأعمال التي أنجزتها وزارة الهجرة من أجل مستقبل أفضل لأبناء مصر بالخارج في ظل “الجمهورية الجديدة” التي تبنى على مفهوم الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة والعدالة الاجتماعية.
*مؤتمر الكيانات المصرية بالخارج
جاء المؤتمر الثالث للكيانات المصرية بالخارج على رأس ثمار وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج خلال هذا العام، إذ استعرضت الوزارة في حضور 342 مشاركا من ممثلي 45 كيانا مصريًا حول العالم، خطط الاستثمار والتنمية في مصر وعملت على إشراك المصريين بالخارج فيها، في ظل توجهات القيادة السياسية في الجمهورية الجديدة، وتضمنت أجندة أعمال المؤتمر الترويج للاستثمار العقاري في مصر، وفقًا لرؤية رئيس الجمهورية، والتعريف بما يحدث من طفرة حقيقية في مختلف المجالات وبإطلاق مشروعات تنمية البنية التحتية وتهيئة البيئة التشريعية لجذب المستثمرين، فضلا عن الرد على استفسارات المصريين بالخارج من المشاركين ومناقشة مقترحاتهم.
*المحفزات للمصريين بالخارج
وقد حرصت وزيرة الهجرة سها جندي فور انتهاء مؤتمر الكيانات على تنفيذ توصيات المؤتمر وتوفير الكثير من المحفزات المخصصة للمصريين بالخارج، حيث إنه لأول مرة يتم التنسيق مع وزير الطيران المدني لمنح الأسر المصرية في الخارج باقة من التخفيضات للمسافرين على “مصر للطيران” من وإلى مصر، وزيادة السن للأطفال المشمولين بالتخفيض إلى سن 15 عامًا بدلًا من 11 عامًا في السابق، بجانب تخفيضات للطلبة المصريين الدارسين بجمهورية الصين الشعبية.
واتفقت الوزيرة مع وزير الإسكان على عرض مشروعات وزارة الإسكان سواء فى العاصمة الإدارية الجديدة، أو مدينة العلمين، أو غيرها من المدن، وكذلك عرض مشروعات “بيت الوطن” للمصريين بالخارج من خلال التطبيق الإلكتروني، والحصول على تخفيضات في حالة سداد القيمة بالكامل.
وتنفيذًا لتوصيات مؤتمر الكيانات أيضًا، صدر قرار بشأن تنظيم امتحانات أبنائنا في الخارج، تحت إشراف السفارات المصرية في مختلف دول العالم، وأن تتم الامتحانات وفقًا لنظام الفصلين الدراسيين للمرة الأولى، كما تم الاتفاق مع وزير التعليم العالي على منح أجازة عام إضافي “لتوفيق الأوضاع” لأساتذة الجامعات الذين حصلوا على مد للإعارات لعشر سنوات، حتى يتمكنون من ترتيب أحوالهم المعيشية للعودة بعدها للوطن.
وتوصلت وزيرة الهجرة إلى الاتفاق مع وزير الداخلية بالتنسيق مع وزارة الخارجية بشأن إيفاد مهمات لاستخراج او تجديد بطاقات الرقم قومي عقب جمع 500 اسم من أعضاء الجالية أو أكثر بالتنسيق مع سفارتنا بالدول المقيمين بها.
واجتمعت الوزيرة مع حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري، ومحمد الأتربي رئيس بنك مصر ورئيس اتحاد بنوك مصر، لبحث تعزيز التعاون لتقديم التيسيرات للمصريين بالخارج عبر مختلف الأوعية ، وكانت أول العروض البنكية أعلنت من البنك الأهلي المصري وبنك مصر بإصدار شهادة دولارية استثمارية بعائد عالي، كما تم التعاون مع بنك مصر، لمنح قرض تمويل عقاري لتمويل شراء وحدات جاهزة للتسليم بمدد تتراوح من عام حتى 15 عاما وبحد أقصى لقيمة التمويل 5 ملايين جنيه من خلال الفروع المملوكة للبنك بالخارج، والعمل على تعميمها.
كما تم بحث كافة خطوات بدء تنفيذ مشروع شركة استثمارية للمصريين بالخارج، وكذا تحديد الأنشطة المستهدفة في القطاعات التي يرغبون في الاستثمار بها بمصر والمشروعات القومية التي يستهدفون الاستثمار بأسهم عالية الربحية فيها، حيث إن إنشاء الشركة جاء بناء على التوصيات التي خرجت بها النسخة الثالثة لمؤتمر الكيانات المصرية بالخارج.
وبعد سعي مستمر على مدار شهور، تمت الموافقة على مشروع قانون بإعفاء سيارات المصريين بالخارج من الرسوم والضرائب لكل مصري بالخارج يبلغ 16 عاما وأكثر، فضلا عن لقاء وزير الاتصالات للتعاون بشأن إعداد تطبيق إلكتروني يضم كافة المميزات والمحفزات المقدمة للمصريين بالخارج .
*مؤتمر مصر تستطيع بالصناعة
وشهد العام 2022 عقد مؤتمر”مصر تستطيع بالصناعة” – النسخة السادسة من سلسلة مؤتمرات مصر تستطيع – برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي والوزراء المعنيين، وتناولت عدة محاور مهمة وأساسية يرتكز عليها ملف الصناعة في مصر، وذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية ودعمًا لاستراتيجية الدولة في توطين الصناعة، وقد قام المشاركون في هذا التجمع الصناعي الكبير من علماء مصر و الخبراء ورواد الأعمال الأجانب والأفارقة بتبادل رؤاهم و ابتكاراتهم وخبراتهم في مختلف المجالات بجانب التوقيع على عدد من الاتفاقيات والخروج بعدد من التوصيات المهمة.
*قمة المناخ Cop27
واستمرارًا لجهود الاستفادة من خبرات علمائنا بالخارج، لاسيما من الشباب وربطهم بالوطن الأم، نظمت وزارة الهجرة خلال فعاليات قمة المناخ بشرم الشيخ، جلسة حوارية مع 6 من شباب الباحثين المصريين بالخارج في أرقى جامعات العالم، بعنوان “نحو الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية”، والتي شهدت إقبالًا كبيرًا، بجانب جولة لشباب الباحثين بالخارج بالمنطقة الزرقاء و التنسيق لإنشاء مجلس من شباب الباحثين لنقل الخبرات للوطن والمشاركة في جهود التنمية والبدء في تنفيذ أول توصية لتطوير مناهج تدريس الذكاء الاصطناعي بالمدارس، بالتنسيق مع التربية والتعليم.
وعلى هامش فعاليات مؤتمر تغير المناخ Cop 27 عقدت وزيرة الهجرة لقاءات مع رؤساء شركات و خبراء سلسلة مؤتمرات “مصر تستطيع”، لبحث سبل دعم استراتيجية الدولة المصرية في التحول الرقمي ونقل خبرات المصريين بالخارج في مختلف القطاعات إلى مصر، بالإضافة إلى تفقد “جناح إفريقيا”.
وفي إطار الحرص على العلاقات بقارتنا، وبحضور ممثلي الاتحاد الإفريقي والحكومات والمنظمات الإفريقية والدولية افتتحت وزيرة الهجرة ورشة عمل المرصد الأفريقي للهجرة بالرباط التابع للاتحاد الأفريقي.
*الجولات الخارجية
كما قامت وزيرة الهجرة هذا العام بأول جولة خارجية لها خارج البلاد، حيث زارت المملكة العربية السعودية ، برفقة وفد رسمي من وزارت ومؤسسات الدولة، وتناول المسؤولون أبرز الفرص الاستثمارية والتسهيلات البنكية، وملفات التعليم ، بجانب الفرص المتاحة في الاستثمار واستقدام سيارات للمصريين بالخارج، كما تم التنسيق مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمملكة للتعاون لصالح الجالية بالمملكة وحل أي مشكلات.
والتقت سها جندي بأكبر جالية مصرية بالخارج، كما افتتحت معرض “عقارات النيل” بالعاصمة الرياض، والذي يأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بالتنسيق مع الجهات المعنية لتوفير فرص الاستثمار المتنوعة للمصريين بالخارج والأشقاء من الدول العربية، فضلا عن لقاء مع عدد من المسؤولين والوزراء لاستعراض سبل تطوير أوضاع المصريين المقيمين في المملكة وأي تحديات يواجهونها في العمل أو الإقامة.
وفي ثاني جولاتها الخارجية، زارت سها جندي دولة الإمارات للقاء الجالية المصرية والمشاركة في المؤتمر الدولي لصناع التنمية والسلام 2022،والتقت بالبعثة المصرية ورموز الجالية في الإمارات وحرصت على الاستماع إلى المستثمرين ومقترحاتهم لتطوير المناخ الاستثماري في مصر. وزارت الوزيرة الفرع الرئيسي لبنك مصر في أبو ظبي والتقت بعدد من المسؤولين والوزراء وناقشت وضع الأرض المخصصة للنادي المصري بأبوظبي، فضلا عن التنسيق فيما يتعلق بمشكلات العمالة المصرية بالإمارات.
وخلال هذه الجولة، منح المؤتمر الدولي لصناع التنمية والسلام 2022، وزيرة الهجرة جائزة “العطاء المتميز” لجهودها في خدمة المصريين بالخارج، واختار المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي، سها جندي ضيف شرف المؤتمر والذي عقد بمشاركة الاتحاد العربي للتنمية والتكامل الاقتصادي، واستضافته دولة الإمارات بمناسبة إحياء اليوم الوطني للإمارات.
*مبادرة “ساعة مع الوزيرة”
وفي إطار استدامة التواصل مع المصريين بالخارج، أطلقت وزارة الهجرة، مبادرة “ساعة مع الوزيرة”، وعقدت سها جندي العديد من اللقاءات الافتراضية عبرتطبيق زووم مع الجالية المصرية في كندا والسعودية وأستراليا والكويت وجنوب أفريقيا وكينيا وليسوتو والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة، وأستراليا، وألمانيا، تناولت عرضا لجهود التواصل مع وزارات ومؤسسات الدولة للاتفاق على محفزات للمصريين بالخارج، ومناقشة أوضاع الجالية والاستماع إلى أفكارهم وأطروحاتهم الخاصة بخلق مزيد من الربط بين أعضاء الجالية ووطنهم مصر خلال الفترة المقبلة.
*ملف الهجرة غير الشرعية
وكانت المبادرة الرئاسية “مراكب النجاة” ضمن قائمة الملفات الأكثر اهتماما منذ تسلم سها جندي حقيبة وزارة الهجرة، فالتقت مختصين في مجال مكافحة “الهجرة غير الشرعية” من الداخل والخارج، وتم بحث التنسيق لتوعية العمالة المصرية بالخارج بحقوقهم وواجباتهم، وتوفير تدريب مهني بالقرى المصدرة لظاهرة الهجرة غير الشرعية في إطار المبادرتين الرئاسيتين “حياة كريمة” و”مراكب النجاة”، بالإضافة إلى استعراض جهود المركز المصري الألماني للهجرة والوظائف وإعادة الإدماج في ضوء التعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدوليGIZ،و كذلك الخطة المستقبلية لافتتاح 7 مراكز تدريب جديدة بالمحافظات الأكثر تصديرًا للهجرة غيرالشرعية بالوجه البحري،في إطار خطة تأهيل وتدريب الشباب لإعدادهم لسوق العمل المحلي والدولي.
كما قامت وزارة الهجرة بتسليم 30 مركب صيد مجهزة بأحدث أدوات الصيد إلى 30 من صغار الصيادين من أهالي محافظة الدقهلية، وذلك تفعيلا للمبادرة الرئاسية “مراكب النجاة” وضمن تنفيذ أهداف المشروع القومي الكبير “حياة كريمة”، وفي إطار جهود التحالف الوطني لدعم العمل الأهلي التنموي للارتقاء بالفئات الأكثر احتياجا.
*الأزمة الروسية الأوكرانية
كما حرصت وزيرة الهجرة على متابعة أبنائنا في الخارج خلال الأزمة الروسية الأوكرانية، و عقدت لقاء عبرتطبيق زووم، مع أعضاء الجالية المصرية في أوكرانيا،وعدد من الطلاب المصريين الدارسين هناك و ممثلي مركز وزارة الهجرة للحوار لبحث مشكلاتهم ، بالتنسيق مع الجهات المعنية، وفي ضوء توجيهات القيادة السياسية باحتواء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، واستيعاب كل الطلاب الراغبين في العودة للدراسة بمصر حرصا على مستقبلهم، بعد اجتياز الاختبارات المقررة والمؤهلة للالتحاق بالجامعات الخاصة والأهلية، استجابت وزارة الهجرة بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لعدد من الطلاب العائدين من أوكرانيا، والراغبين في التحويل لاستكمال دراستهم في الجامعات المصرية، نظرًا للظروف الاستثنائية التي تمر بها أوكرانيا .
وعملت وزارة الهجرة على مدار الساعة لمتابعة مشكلات ومقترحات المصريين بالخارج، حيث تلقى مكتب رعاية المصريين بالخارج بالوزارة شكاوى المواطنين منذ بداية عام 2022 وحتى شهر نوفمبر نحو 7157 شكوى، من خلال الفيس بوك، البريد الإلكتروني، الخط الساخن، البوابة الحكومية، من بينها قضايا مستحقات أو الطلاب والمواطنين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن، من دولتي روسيا وأوكرانيا، واستكمال الطلاب دراستهم بالجامعات المصرية.
*إحياء الجذور
واستمرت هذا العام رحلة تعميق أواصر الترابط مع الجاليات التي عاشت على أرض مصر، ومن بينها الجاليات القبرصية واليونانية، فجاءت جلسة مباحثات ثلاثية بين سها جندي، وفوتيس فوتيو، المفوض الرئاسي لشؤون القبارصة المغتربين، وأندرياس كاتسانيوتيس، نائب وزير خارجية الجمهورية اليونانية لشئون المغتربين، لبحث استعدادات إطلاق النسخة الخامسة من المبادرة التي تهدف لإحياء الاحتفاء الشعبي بالجاليات الأجنبية التي كانت تعيش في مصر، وتعزيز مجالات التعاون بين مصر وقبرص واليونان، وعقدت وزيرة الهجرة ونظيريها القبرصي واليوناني مؤتمرا صحفيًا لإعلان نتائج الاجتماع الثلاثي حول “نوستوس”، وإطلاق مبادرة “3+ “، لإطلاق فعاليات “إحياء الجذور”، بالدول التي يوجد بها جاليات كبيرة من مصر واليونان وقبرص، وعلى رأسها فرنسا وكندا ودول أخرى تضمها القائمة.
*مبادرة “اتكلم متخافش مصر معاك”
وشهد العام 2022 اطلاق مبادرة “اتكلم متخافش مصر معاك”، إذ تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الهجرة ومؤسسة شيزلونج للصحة النفسية ، وقضى البروتوكول بأن تتولى مؤسسة شيزلونج توفير كافة الاستشارات الطبية فيما يتعلق بالجانب النفسي لشبابنا في الخارج ومن خلال مركز وزارة الهجرة للحوار بين شباب المصريين الدارسين بالخارج (ميدسي)، وذلك عن طريق نخبة من كبار المتخصصين والاستشاريين في مجال الطب والتأهيل النفسي، من خلال المنصة الإلكترونية للمؤسسة التي تضم أكثر من 300 متخصص في علاج الاضطرابات والأمراض النفسية، وذلك في إطار محكم من قواعد الخصوصية والسرية التامة لكل المستخدمين من أبناء مصر من الجاليات المقيمة بالخارج.
Post Views: 128
زر الذهاب إلى الأعلى