بعد تراجع سوق الذهب العالمي والمحلي 2025.. خبير اقتصادي يكشف متى تعود الأسعار للارتفاع
محلل اقتصادي يكشف سر الهبوط الحاد ومتى تعود الأسعار للارتفاع
قال الدكتور محمد عبد الوهاب المحلل الاقتصادي، والمستشار المالي، إن الانخفاض الحاد الذي سجله سوق الذهب العالمي بأكثر من 5.2%، يعد تصحيحا طبيعيا بعد موجة صعود قياسية، وقد وصل الذهب إلى مستوى 4380 دولارا للأوقية، قبل أن يتراجع إلى 4127 دولارا، ويعد هذا أكبر هبوط يومي منذ أكثر من عام.
كما أوضح عبد الوهاب، أن عمليات جني الأرباح المكثفة من جانب المستثمرين، كانت السبب الرئيسي وراء هذا التراجع، كما ساهم التحول السريع في شهية المخاطرة بالأسواق العالمية في كبح الطلب على الذهب.
اتجه المستثمرون إلى الأصول المرتبطة بالنمو مثل الأسهم والعملات الرقمية، كما تشهد الأسواق حاليا، مرحلة إعادة تموضع استثماري بعد تقلبات حادة، وقد فضل بعض المستثمرين التحول المؤقت من الذهب إلى الدولار الأمريكي.
يقول أيضا عبد الوهاب، ارتفع الدولار بنسبة 0.30% ليصل إلى 98.89 نقطة، كما زاد هذا الارتفاع من الضغط على أسعار الذهب، بسبب العلاقة العكسية بين قوة الدولار وسعر المعدن النفيس.
ترامب يعيد الهدوء للأسواق ويؤثر على اتجاه الذهب
أشار عبد الوهاب إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أسهمت في تهدئة الأسواق، ودفع سوق الذهب العالمي للتراجع، كما أعلن ترامب تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق تجاري عادل مع الصين قريبا، وقد ساعدت هذه التصريحات على تقليص الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب، دعم ذلك ارتفاع الدولار وزاد من ثقة الأسواق في انحسار التوترات التجارية، لذلك تترقب الأسواق حاليا قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب أن أي تشديد في السياسة النقدية، أو رفع جديد لأسعار الفائدة سوف يضغط على الذهب، أما خفض الفائدة فقد يشكل عاملا داعما، يعيد المعدن النفيس إلى مسار الارتفاع.
تصحيح طبيعي لسوق الذهب العالمي
أكد عبد الوهاب، أن ما يحدث في سوق الذهب العالمي لا يعكس انهيارا، وقد قال، إن ما يجري هو تصحيح فني طبيعي بعد مكاسب متواصلة، وأوضح أيضا أن الذهب ما زال يتمتع بأساسيات قوية، تجعله ملاذا آمنا على المدى المتوسط والطويل، كما تستمر التوترات الجيوسياسية في دعم الطلب على الذهب، إلى جانب أن ارتفاع حجم الديون السيادية في الاقتصادات الكبرى يعزز مكانة الذهب كملاذ آمن، وأضاف أن زيادة الطلب الاستهلاكي في الأسواق الناشئة، خاصة في الهند والصين تدعم الأسعار مستقبلا.
توقعات أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة
توقع عبد الوهاب، أن يتماسك الذهب قريبا فوق مستوى 4100 دولار للأوقية، وقد تعود الأسعار للارتفاع تدريجيا خلال الأسابيع القادمة، ويتوقف ذلك، على إشارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن وتيرة التشديد النقدي، وفي حال تباطؤ السياسة النقدية، أو بدء خفض الفائدة قبل نهاية العام سيعود الذهب للصعود.
كما تظل مستويات 4300 إلى 4400 دولار للأوقية أهدافا ممكنة إذا زادت الاضطرابات الجيوسياسية، وقال عبد الوهاب أيضا إن الأسعار قد تستقر مؤقتا بين 4050 و4250 دولارا للأوقية، ثم تعود لاختبار مستوياتها التاريخية مجددا، بدعم من توقعات خفض الفائدة وعودة الطلب الاستثماري.
أسعار الذهب في السوق المحلي المصري
أما في السوق المصري، فقد تراجعت أسعار الذهب المحلية بالتزامن مع السوق العالمية، وجاء سعر الذهب على النحو التالي:
- سجل جرام الذهب عيار 24 نحو 6428 جنيها، مقابل 6669 جنيها قبل الانخفاض.
- في حين بلغ عيار 21 الأكثر تداولا 5610 جنيهات، مقارنة بـ 5835 جنيها سابقا.
- كما سجل عيار 18 نحو 4821 جنيها، مقابل 5001 جنيها.
- أيضا تراجع الجنيه الذهب إلى 45000 جنيه، بعد أن كان 46680 جنيها.
يعكس هذا التراجع ارتباط الأسعار المحلية بحركة الأوقية عالميا، وسعر الدولار في البنوك المصرية، فضلا عن تأثر السوق المحلي بسرعة بالتصحيح العالمي، نتيجة تحركات المضاربين وشركات المشغولات الذهبية.
مستقبل الذهب بين الدولار والفائدة الأمريكية
أكد عبد الوهاب أن مستقبل سعر الذهب سيبقى مرتبطا باتجاه الدولار، والسياسة النقدية الأمريكية، كما أن كل ارتفاع في الدولار يقابله عادة تراجع في الطلب على الذهب، والعكس صحيح، وسوف تكون قرارات الفيدرالي القادمة، محددا رئيسيا لحركة المعدن النفيس خلال الفترة المقبلة، ومن المتوقع أن تستمر الأسعار في نطاق تصحيحي مؤقت، قبل أن تتماسك مجددا، وإذا بدأت البنوك المركزية الكبرى في تخفيف سياساتها النقدية، سيعود الزخم إلى الذهب، كأداة للتحوط من التقلبات الاقتصادية.




