الجهود الاحترافية لمصر في مواجهة جائحة كورونا
في ذكرى 30 يونيو تعرف على انجازات وجهود الدولة المصرية في مواجهة جائجة كورونا
العالم الاقتصادي- ريهام سليم
في ذكرى 30 يونيو، نستعرض جهود الدولة المصرية في مواجهة جائحة فيروس كورونا، حيث وضعت “صحة المواطن” على رأس أولوياتها واتخذت التدابير الاحترازية والوقائية اللازمة للسيطرة على انتشار الفيروس. وفي إطار ذلك، دعت منظمة الصحة العالمية إلى توثيق ودراسة التجربة المصرية في إدارة أزمة الوباء.
ومن جهته أكد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، أن الدولة المصرية نجحت في تحقيق المعادلة الصعبة بالحفاظ على صحة المصريين واستمرار النشاط الاقتصادي. وذلك بفضل دعم فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي وجه بتخصيص 100 مليار جنيه لتمويل الخطة الشاملة للتعامل مع تداعيات الفيروس.
وفي سياق مواجهة انتشار الفيروس، قامت الدولة المصرية بتعزيز الاستعدادات في مكاتب الحجر الصحي بجميع منافذ الدخول (البرية والبحرية والجوية) فور تحذير منظمة الصحة العالمية من ظهور الفيروس في الصين. وقد استجابت مصر بسرعة لتلك التحذيرات وأعادت أكثر من 300 مواطن مصري من مدينة ووهان الصينية، وتم تطبيق الحجر الصحي عليهم وفقًا لتوجيهات المنظمة العالمية.
وأضاف الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي للوزارة، أن تم تجهيز مستشفى “النجيلة” على أعلى مستوى وتخصيصه لاستقبال المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، وتم تجهيز أماكن لإقامة المصريين العائدين من الصين لفترة العزل الصحي، بالإضافة إلى تفعيل العديد من المستشفيات والمعامل على مستوى الجمهورية لتقديم الخدمة الطبية وفحص الفيروس.
وأكدت الدولة على أهمية قطاع الصحة من خلال تخصيص دعم مالي بقيمة 17.4 مليار جنيه للقطاع الصحي، و2.8 مليار جنيه لزيادة حوافز العاملين فيه. وتم تفعيل وتحويل مستشفيات عامة ومراكز إلى مراكز عزل لاستقبال وعلاج المشتبه بهم والمصابين بالفيروس.
كما أنشأت وزارة الصحة والسكان لجنة علمية عليا لمكافحة فيروس كورونا، وضمت فيها نخبة من الخبراء والاستشاريين، بهدف الاطلاع على أحدث بروتوكولات العلاج والتشخيص، وتطوير طرق علاجية حديثة بشكل مستمر لمواكبة التقدم العلمي وما يتم تبنيه في الدول الأخرى. كما تم تدريب الفرق الطبية على أحدث البروتوكولات في مجال التشخيص والعلاج.
وفي سياق متصل، قامت الدولة المصرية بتوفير 10 سيارات إسعاف مجهزة ومعقمة ذاتيًا لمكافحة العدوى، وذلك لنقل حالات الإصابة والاشتباه بها، بتكلفة تجاوزت 55 مليون جنيه. تم أيضًا تجهيز بقية أسطول الإسعاف المصري وتدريب فرق المسعفين على التعامل مع مصابي فيروس كورونا. وتم تخصيص الخط الساخن 105 و 15335، بالإضافة إلى إطلاق تطبيق الهاتف الذكي “صحة مصر” لتسهيل التواصل مع المواطنين وتزويدهم بالمعلومات والنصائح والإرشادات المتعلقة بالتعامل مع مصابي ومخالطي فيروس كورونا.
وأطلقت الدولة المصرية حملات توعوية لتشجيع المواطنين على تلقي لقاح فيروس كورونا. قام رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بتدشين حملة “معًا نطمئن.. سجل الآن”، التي تجوب المحافظات والميادين ومحطات القطارات والمترو لتسجيل المواطنين وتوجيههم لتلقي اللقاح. كما تم إطلاق حملة إعلامية شاملة في جميع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصلت الإعلانات المرئية لأكثر من 3.7 مليون مواطن، وتم توزيع المنشورات والفيديوهات التوعوية على صفحات وزارة الصحة والسكان وصلت لـ12.5 مليون مواطن. وزادت فرق التواصل المجتمعي والتثقيف الصحي من حملات التوعية على مستوى محافظات البلاد لتشجيع المواطنين على تلقي اللقاح من خلال التوعية المباشرة والندوات.
وتمكنت الدولة المصرية من توفير جميع أنواع اللقاحات للمواطنين بشكل مجاني، وتشمل هذه اللقاحات “سينوفاك، سينوفارم، أسترازينيكا، جونسون آند جونسون، موديرنا، فايزر”. كما عملت الدولة المصرية على توفير لقاح فيروس كورونا من خلال التصنيع المحلي عبر شركة “فاكسيرا” في العجوزة ومدينة السادس من أكتوبر. بالإضافة إلى ذلك، أصدرت هيئة الدواء المصرية تراخيص الاستخدام الطارئ لـ 8 لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد، وقدمت الدعم الفني لشركة “فاكسيرا”
وأكد “عبدالغفار” ، أن نسب التطعيم ضد فيروس كورونا في مصر تشهد تقدمًا ملحوظًا. حيث وصل العدد الإجمالي لمتلقي الجرعة الأولى من اللقاحات المضادة للفيروس إلى 53 مليونًا و215 ألفًا و929 مواطنًا، ما يمثل نسبة 99.7% من المستهدف. وقد تم تطعيم 38 مليونًا و536 ألفًا و652 مواطنًا بالجرعة الثانية، وهذا يعادل 77% من المستهدف تطعيمهم بالجرعة الثانية. بالإضافة إلى ذلك، تلقى 15 مليونًا و444 ألفًا و211 مواطنًا الجرعة التنشيطية ليصبح إجمالي المُحصَّنين بالكامل 42.493.936 مواطنًا.
وتشير التقارير أيضًا إلى توفير الدولة المصرية للأدوية الحديثة التي اعتمدتها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، حيث حصلت هيئة الدواء المصرية على ترخيص طارئ لاستخدام عقاري “الريمدسيفير” و”المولينبيرافير”. ويأتي هذا القرار بعد أسابيع قليلة من بدء استخدام هذه الأدوية في الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي.
ومن جهة أخرى، أشادت منظمة الصحة العالمية بجهود الحكومة المصرية في التصدي لجائحة كورونا ونجاحها في معالجة تداعياتها على الصعيد الصحي والاقتصادي والاجتماعي، وفقًا للمعايير الدولية. وقد دعت المنظمة إلى توثيق ودراسة التجربة المصرية في إدارة هذه الأزمة العالمية، نظرًا لأهميتها وتميزها. وأكدت ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، الدكتورة نعيمة القصير، أن مصر كانت من الدول النموذجية في التعامل مع جائحة كورونا وقد قامت بالتواصل المبكر مع المنظمة الدولية وساهمت في الأبحاث والدراسات العلمية لمواجهة الفيروس على مستوى العالم.
وفي سياق آخر، أثنت المنظمة الصحية العالمية على المساواة التي أظهرتها مصر بين سكانها والمقيمين على أراضيها، سواء كانوا مهاجرين أو لاجئين، في تلقي العلاج واللقاح. كما أشادت المنظمة بجهود مصر في تطوير صناعة الدواء واللقاح داخل البلاد، مما يسهم في خدمة مصر والدول المجاورة. وأكدت على أهمية توثيق التجربة المصرية المتميزة في مواجهة أزمة كورونا للإستفادة منها عالميًا.
بهذه الإنجازات والتقدير الدولي، يؤكد “عبدالغفار” أن مصر قد قدمت نموذجًا ناجحًا يستحق الدراسة والتحليل للاستفادة من خبراتها في التعامل مع الجائحة العالمية.