“أوبك” تتوقع انتعاش الطلب العالمي على النفط فى العام الجديد
العالم الاقتصادي _ “أوبك ” تتوقع استمرار تعافي الطلب العالمي على النفط خلال 2022، وأن تلحق به أضرارا طفيفة من المتحور “أوميكرون، وتتوقع لذلك الموافقة على تمرير المزيد من إمدادات النفط في اجتماعها المرتقب.
ومن المرجح أن يمضي التحالف الذي يضم 23 دولة بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا في زيادة شهرية أخرى متواضعة قدرها 400 ألف برميل يومياً، حيث يستعيد ضخ الإنتاج الذي توقف أثناء الوباء، وفقاً لمسح أجرته “بلومبرج”
وقال العديد من المندوبين إنهم يتوقعون أن تستمر زيادة الإنتاج، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ خلال فبراير.
تتجسد ثقة التحالف تجاه زيادة الإنتاج عبر ازدحام حركة المرور عبر الدول الآسيوية المستهلكة الرئيسية، وتضاؤل مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار العالمية بالقرب من 80 دولاراً للبرميل.
قال بوب مكنالي، رئيس شركة “رابيدان إنرجي غروب” الاستشارية والمسؤول السابق في البيت الأبيض: “يمكن للسوق أن تستوعب كميات إضافية من النفط، طالما أن أوميكرون أو التراجع الكلي لا يسحقان الطلب مرة أخرى”.
توقع 15 من 16 محللاً ومتداولاً شملهم استطلاع أجرته “بلومبرج”، أن تتم الموافقة على زيادة الإنتاج في اجتماع التحالف عبر الإنترنت الثلاثاء المقبل.
ومن المتوقع أن ينمو الطلب على النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا في عام 2022، بينما تقدر الزيادة المتوقعة في الطلب من خارج المنطقة بـ2.3 مليون برميل يومياً، مدعوماً بالزخم الثابت في الأنشطة الاقتصادية، على وجه الخصوص في الصين، والهند، والدول الآسيوية الأخرى. وفي الوقت نفسه، مع زيادة معدلات التطعيم، يتوقع أن يكون تأثير متغير “أوميكرون” خفيفاً وقصير الأجل.
وفي الولايات المتحدة، تتراكم بالفعل عمليات الإلغاء لدى شركات الطيران، مع إلغاء 1125 رحلة جوية، حيث أدى ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى إعاقة عدد الموظفين.
وتقدر “أوبك” أن سوق النفط العالمية تعود إلى تسجيل الفائض، والذي سيتسع فقط خلال الأشهر المقبلة مع ارتفاع العرض من منافسي المنظمة، بما في ذلك اللجوء إلى الاحتياطيات أثناء الطوارئ من جانب الولايات المتحدة والمستهلكين الآخرين.
ومع توقع وصول الفائض إلى 2.6 مليون برميل يومياً في مارس، قد تحتاج المنظمة إلى إعادة النظر في إقرار زيادات أخرى للإنتاج.
قال بيارن شيلدروب، كبير محللي السلع في “سكاندينافيسكا إنسكيلدا بنكن “من غير المرجح أن يخطئ تحالف “أوبك+”، ويسمح للمخزونات بالارتفاع بشكل كبير”.
وفي الوقت الحالي فإن التحالف غير منزعج بشكل خاص من احتمال حدوث انتعاش في المخزونات، كما قال أحد كبار المندوبين، الذي اعتبر أن المخزونات حالياً عند مستويات منخفضة، وأنه عادة ما يتم تجديدها خلال فترة هدوء الطلب الموسمي في الربع الأول من العام.
وبحسب بيانات “أوبك”، تقل المخزونات في الدول المتقدمة بمقدار 170 مليون برميل عن متوسطها للأعوام 2015-2019.
ومن المتوقع في العام الجديد 2022, أن يشهد العرض من خارج المنظمة نمواً قوياً قدره 3 ملايين برميل يومياً على أساس سنوي، على خلفية التوقعات بزيادة تدريجية في أنشطة الحفر وإتمامها في الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى نمو متوقع قدره 600 ألف برميل يومياً في الولايات المتحدة. وتتوقع “أوبك” أن تسهم الولايات المتحدة وروسيا بثلثي إجمالي النمو المتوقع، تليهما البرازيل، وكندا، وكازاخستان والنرويج، وغيانا.
قال أولي هانسن، رئيس أبحاث السلع الأساسية في “ساكسو بنك” بـ كوبنهاجن: “لا أرى أي سبب يمنع المجموعة من الاستمرار في زيادة الإنتاج بالسرعة المتفق عليها، ليس أقلها النظر في التأثير المحدود على الطلب العالمي من تزايد حالات الإصابة بـ أوميكرون”.
سوف يتم تخفيف زيادة إنتاج “أوبك +” على أي حال، لأن العديد من البلدان- وعلى الأخص أنجولا ونيجيريا – تكافح من أجل زيادة الإنتاج المسموح بها، بسبب الاستثمار المُقيد والاضطرابات التشغيلية.
نتيجة لذلك، من المرجح أن تكون الزيادة الفعلية في فبراير أقل من المستوى الرسمي البالغ 400 ألف برميل يومياً، حسبما قال “ماكنالي” من شركة “رابيدان”.
ويعقد أعضاء “أوبك” اجتماعاً منفصلاً، الاثنين المقبل، لاختيار شخص الأمين العام للمنظمة، حيث قال مندوبون إن الكويتي هيثم الغيص، المرشح الوحيد رسمياً حتى الآن، يحظى بتأييد واسع للمنصب.
وفي حال إقرار فوزه بالمنصب، سيحل “الغيص” مكان الأمين العام الحالي محمد باركيندو، الذي يختتم ست سنوات في المنصب بحلول يوليو.
وقال يوهانس بينيني، رئيس مجموعة “جي بي سي إنرجي الاستشارية في فيينا: إن الغيص” ذكي للغاية ومحلل جيد”.